أجعل جنتك علي أرضك

 أجعل جنتك علي أرضك  



 بقلم .. مصطفي العموري 


الجنّة ليست حلم انما هي حقيقة نحلم بها ..

بالنسبة لنا هي فقط ميعاد تم تأجيله رغما عنا . أنها تلك الأماكن التي لا تستطيع الأرض منحنا اياها ونحلم برؤيتها وزيارتها والعيش فيها والاستمتاع بها . هي الحب الذي بخلت به الدنيا علينا وبحثنا عنه ولم نجده فيها أو غفلنا عن رؤيته والفرح الذي لم  يغمرنا ويغزو قلوبنا فرح  لا تتسع له تلك  الأرض .. 


انها الوجوه التي أشتقنا لها ولكنها لن تعود لتفارقنا ستظل ابد الدهر معنا أنها الوجوه التي حُرمنا منها سواء عنوه أو بدون قصد وبدون اي وعد ستظل بجوارنا مهما حدث ومهما فعلنا . الجنة هي المتعه والتلذذ هي لذه حلال و موت المُحرمات  وموت الممنوعات . الجنة موت السلطات . الجنة موت المال والحرمان و الملل . موت التعب . موت اليأس . الجنة هي موت الموت بحد ذاته هي حياه مثاليه فكل شئ ناقص في الدنيا حتما سيكتمل لا مستحيل ولا شئ محال ..


أن اردت الجنه في الدنيا فعليك ان تفكر بالطريقة التي يتذكّرك بها الآخرون عند رحيلك وهي لمستك الخاصّة في أيامهم ما ستحدد تلك الطريق عليك إن تكون ملفت للروح وذلك أفضل من أن تكون ملفت للنظر فما يعلق في الروح أبقى . أن تكون مرهف الحس رقيق المشاعر راقي بأخلاقك عذب اللسان حلو الحديث تدرك قيمه الكلمه .أن تكون ذكيا لماحا ، نافذ البصيرة كأنك تملك حاسّة سادسة بالأشياء والأشخاص والأحداث من حولك  . أن تشعر بالآخرين تمامًا مثلما تشعر بما في نفسك وخلجات صدرك . أن تكون من أحرص الناس على الخواطر وجبرها ..


عليك فقط ان تأخذ نفسا عميقا وتتوقف عن الركض وتغمض عينيك وتحدث عقلك وقلبك وروحك بأنك ستجاهد نفسك وتردد بصدق انك لن نأخذ الحياة مجددا على محمل الجد الزائد فلا شيئ يستحق .ستجعل من المرح والبهجة نية لكل يوم وما يأتي في يومك التالي ستقابله مبتسمامهما كان صعبا ما قبله . بأن تضحك ونتعلم من اخطاءك وتبتسم مدركا أنه لا شيئ مثالي في ذلك العالم . ان نستمتع بالعطاء من القلب وبلا حساب او انتظار مقابل أو رد  لكل من هم حولك . ان تكمل طريقك بهدف ونتحمل مسئولياتك راضيا . ان تستشعر قيمة كل ما تملكه في حاضرك كي تسعد بما سوف تملكه في مستقبلك . ان تعلم ان السعادة لن تتحقق حتى يتشابه ما بداخلك مع ما تظهره لغيرك .. 


ان تدرك احتياجك للناس وقيمتهم وقدرهم وأحتياجهم لك وأحتياجك للعزله كقدر للأختلاط ومحاسبه نفسك قبل أن يحاسبك غيرك .  عليك ان تعلم ان في هذه الدنيا وهذا الزمن لا تتعجب أن وجدت خائن يحدثك عن الوفاء أو لص يشرح لك معاني الشرف أو ظالم يهددك بالدعاء فقط أجعل من ذاتك لهم بأفعالك مثلا . عليك ان تدرك أن  ما يصنع حياتك هي صورتك أمام نفسك وليست الصورة التي تصنعها عن نفسك متصنعا أو متظاهرا أمام الآخرين .. 


عليك ان تسامح وتتعافى وتتغافل أحيانا وتتقبل كل ماحولك من أشخاص وظروف وأعذار . في بعض الأحيان عليك أن ضقت زرعا ان تبقي مسؤولياتك جانبا لفترة من الوقت َوتستمتع بالحياة كما يحلو لك  أنها استراحه المحارب  تم تستأنف مهامك مجددا . وعليك أيضا أن تحذر ألا تغتر بنفسك يوما عليك ان تدرك أنها  قلوب بين يدي الله يقلبها متي شاء كيف يشاء . انت فقط عليك ان يملاك ويغمرك يقينا ان الله يفتح لك أبواب الخير والبركة والعافية وأنه يبعد عنك كل شر وسوء وضر  وان رب الخير لا يأتي ألا بالخير ..

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

،مُشٌ مُسَمَّحَاكِ

تستقبل تعليم الإسماعيلية فريق التقييم والمتابعة بمنظمة اليونيسيف..

الريس المؤمن في الصعيد