بين وبين


بقلم الكاتبة: مينا راضي 

قد تَتَخَلَّلُ المَرءَ قوةٌ مُفاجئةٌ تُمَكِّنهُ من صَفعِ وجهِ العالَم بقَبضةٍ واحِدة. قد يَشعرُ أن الأوراقَ ما عادَت تَكفي للتَعبير... فهل أصيبَت الأشجارُ بالعُقم؟! إنَّ الجُدرانَ تَتَّحِدُ و تتآمَرُ لتَضييقِ خِناقِها، حتى الوِسائدُ المُخلِصةُ قد امتَلأت، بل إنها على وَشكِ إفشاءِ الدُموع.

كم اريدُ إغلاق هذا العالَمِ ككتابٍ ضَخم، كم أريدُ قَذفهُ إلى زاويةِ مَكتَبَتي بلامُبالاة. أريدُ مِقعَدًا في الوسَطِ لأشاهِدَ هذه المَسرَحية، مَقعَدًا ما بينَ الحَياةِ و المَوت، شُعورًا حياديًا بينَ السَعادةِ و الحُزن. أنا التي جابَت المَعارِضَ و المَراسِمَ بحثًا عن لَوحةٍ تَمزِجُ العُنفوانَ بالبَلادةِ لتَخلِقَ لَونًا رائعًا بينَ الأحمَرِ و الأزرَق. أطالِبُ بتَركيبِ مَفاتيحٍ رَمادية للبيانو. سأهرُبُ إلى الأفُقِ عَبرَ خُرمِ إبرة. أريدُ أن أزَوِّجَ الصَرخةَ للوُجوم و أن أدَبِّرَ مَوعِدًا غَراميًا بينَ اللَيلِ و الشَمس. أريدُ أن تَلتَقي الطُفولةُ بالنُضج، فقد مَلِلتُ التَسَكُّعَ بينَ الأطرافِ و الأقاصي.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

،مُشٌ مُسَمَّحَاكِ

تستقبل تعليم الإسماعيلية فريق التقييم والمتابعة بمنظمة اليونيسيف..

الريس المؤمن في الصعيد