أخصائية علم الأجتماع تجيب الصداقة هي الحل لغيرة البنت من والدتها

 أخصائية علم الأجتماع تجيب الصداقة هي الحل لغيرة البنت من والدتها



متابعة / عزيزة مبروك


منذ صغر البنت وهي تحاول أن تقلد أمها في مشيتها وزينتها وملابسها ويتواصل هذا الشعور في النمو مع تقدمها في الكبر وتصبح عيونها تراقب الأب وتتساءل لماذا يشتري لأمي وأنا لا لماذا هي وأنا لا. هنا هل يعد هذا الشعور غيرة او تقليدا او من شدة الحب .


البنت تقلد امها والولد يقلد اباه

تقول علا باسم: «انني كنت اقلد امي ببعض الاشياء حيث لا أجدها غيره ولكن كنت انظر لوالدتي كونها انثى لا بد ان افعل مثلها وكذلك اخوتي الاولاد كانوا يقلدون والدي بكل شي مضيفة: «الان انني متزوجة وابنتي تحاول تقليدي بكل شيء وليس ذلك فقط وانما محاسبة زوجي على ما يقدمه لي لماذا لا يقدم لها ومع ذلك فإنني أشعر بالسعادة عندما تفعل هكذا حيث اجدها غريزة واتذكر طفولتي بها وتذكر انه في احدى المرات تمت عزومتها الى احدى الأعراس فألبست ابنتها فستانا ابيض وهي توجهت الى الصالون لعمل شعرها وعند مغادرتهم للصالون بدأت بالبكاء ابنتها مالبة منها ان تعمل لها شعرها مثلها بالضبط مبينة انها لم تتأخر عن طلبها ونفذتلها اياه مشيرة الى انه جعلتها تعيش حياتها كما تراها .

تفاوت في الدرجات


توضح خالدة احمد ان الأم هي النموذج المثالي في عيون ابنتها ولذلك فمن الطبيعي ان تقلدها البنت في كل شيء والغيرة احساس طبيعي بداخل كل منا وتتفاوت درجاته تبعا للشخصية والتربية وغيرة البنت من امها شعور طبيعي قد يصل الي الحد المرضي في بعض الاحيان وقد يسبب قلقا داخل الاسرة.


موضحة ان البنت دائما في السن المبكرة تنظر الي امها كنموذج ومثل اعلي فتقلده ولكن في سن المدرسة تبدأ الطفلة في النضج اكثر وتحاول ان تستقل جزئيا عن والدتها فتقوم باعمال تختلف عن تفكير الام وتبدأ تغار من سلطة الام ونفوذها عليها وهنا يمكن للام ان تعهد اليها ببعض المسئوليات لتعطيها ثقة في نفسها ولتشعرها ان لها مكانة واهمية في الاسرة حيث يتولد لديها في هذه المرحلة رغبة كبيرة في اثبات الذات وعندما تعطي الام فرصة لابنتها بان تثبت ذاتها فان ذلك يقيم نوعا من التوازن بين غيرة الابنة وبين مكانتها وثقتها بنفسها وبناء مشاعر الثقة بالنفس والروح المعنوية العالية لدي البنت مهمة الام والتي لابد ان تكون علي وعي تام بطبيعة ابنتها ونظرتها اليها.


الام هي الاساس

وتؤيدها الرأي سميرة ذوقان موضحة ان الأم دائما هي الاساس التي تبني عليه شخصية الطفل فهي الاكثر معرفة ودراية بابنتها ويمكنها تدارك هذا الموضوع بسرعة بان تصادق ابنتها وتخلق منها شخصية مسئولة فتبدأ في اشراكها في اعمال المنزل وتشعرها بانها مهمة ولها دور فعال وحقيقي في الاسرة وتنبع استقلالية الفتاة من احساسها بالمسئولية وهنا تلغي المقارنة بينها وبين والدتها وتبدأ في ممارسة دورها الطبيعي.


الاستحواذ على كل شيء

تشتكي منال خلدون من ابنتها التي دائمة التقليد لها كما احيانا تشعر بأن ابنتها ترغب بالاستحواذ على كل ما تمتلكه الأم مبينة انها كثيرا ما تعرضت لأمور واقتراحتا من ابنتها استفزتها . قائلة:» انه في إحدى المرات طلبت مني ان أذهب الى بيت اهلي لفترة مقترحة انني بذلك أترك والدهم لهم ليرونه ويجلب لهم الهدايا بدلا مني .


مضيفة ليت الأمر توقف عند ذلك الا انه في احدى المرات كان زوجي مسافر خارج البلاد وعندما عاد احضر لي عدد من العطور فبدأت بالبكاء والصراخ طالبة ان تكون العطور تلك لها وانه لا يجب ان يحضر لي هدايا وانما العكس .


وتوافقها الرأي بلسم يوسف مبينة انها في كل صباح تأتي ابنتها مستيقظة لترى ما ترتديه والدتها وتطلب منها ان تحضر لها نفس الكنزة او البنطال وعندما تعود من العمل ولا تحضر لها تبدأ بالصراخ والبكاء مبينة انه لانهاء الأمر تعطيها ملابسها نفسهم .


استيعاب للفكرة

اما سناء انس تبين ان لديها ابنه تبلغ من العمر اربع سنوات والتي تؤكد انها ضرة لها فما تفعل أبسط الأمور حتى تريد ان تفعل مثلها حتى وان ارادت ان تغسل وجهها تريد ابنتها فعل نفس الشيء موضحة انه في بداية الأمر كانت كثيرة الشكوى والتأفف من الأمر واحيانا تلجأ الى الصراخ عليها وانما مع الوقت وسؤال الاخرين استوعبت الفكرة واصبحت تحاول ان تمتص غيرتها وتحاول ان تكون لها صديقة وبناء شخصيتها وثقتها.


ترى سمية حازم انه لا بد على الأم ان تقوم بمصادقة ابنتها ومحاولة امتصاص الغيرة المتواجدة عندها وذلك لكون الأم والأب هما المثل الأعلى للأبناء ويريدون ان يكونون مثلهم فلذلك تبدأ البنت عندما تشعر بأنها مستقلة بنفسها تريد تقليد امها وان تكون مكانها وهذا الأمر يعود على الأهل بجعله غيرة او يستغلون ذلك ويبنون منهم شخصية.


رأي العلم

تقول الدكتورة فاطمة الرقاد اختصاص علم الأجتماع في جامعة البلقاء التطبيقية انه دائما الصغار يغارون من سلطة الكبار وقوتهم.

مشيرة الى انه في بعض الاحيان تتصور الأم ان ابنتها تغار منها نتيجة انها تعاني من احباطات نفسية من ناحية الأب وهذا هو ما يؤدي للتحول المرضي.


مؤكدة انه تتحول الغيرة الطبيعية تجاه الام الي غيرة مرضية يتوقف على وعي الام بطبيعة ابنتها واسلوب تعاملها معها وادراكها للتغيرات النفسية التي تحدث لها مع نموها.


وتبين ان للأب ايضا له دور كبير فتفضيله الدائم للأم واحساس البنت بعدم الاهمية وان مكانة امها عند الاب تهدد مكانتها وتقلل منها يزيد من غيرتها منها وهنا تشعر البنت باستحواذ الام علي مشاعر الاب وحبه من هنا تبدأ الغيرة في التحول من شعور طبيعي الى شعور مرضي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

،مُشٌ مُسَمَّحَاكِ

تستقبل تعليم الإسماعيلية فريق التقييم والمتابعة بمنظمة اليونيسيف..

الريس المؤمن في الصعيد