مسلسل فساد الوجبات المدرسية .. متي ينتهي ؟!

يوسف عبداللطيف

في أذهان أربع أجيال بداية من الثمانينات وصولًا بالتسعينات وحتى أول ثلاثة عقود من الألفية الثالثة .. هناك جزء رصين من ذاكرتهم متعلق بوجبة التغذية المدرسية التي تنوعت بين " قطعة جبنة نستو وقطعة حلاوة وبسكويت وبرتقالة ورغيف بلدى وعلب مربى صغيرة " .. تغيرت تلك المفردات من مدارس محافظة لأخرى وتباينت حسب طبيعة الميزانيات المخصصة لها

مع تغيرها ظلت ثابتة اعتاد الأطفال فى المدارس الحكومية على تسلمها يوميًا معتمدين عليها ثقة في جودتها نظرًا لكونها ممنوحة من الدولة تشرف عليها جهات عدة ما بين التربية والتعليم والزراعة ويشرف على جودتها وسلامتها الصحة

هناك محافظات لم تقم بتوزيع الوجبات فيها حتى وقتنا هذا مع مراعاة الدولة على استمرارها وشكلها الصحي .. لازمها بعض المشكلات التي عانى منها الطلاب الذين اشتكوا من وعكات صحية تسببت فيها

أبرز ما اشتكى منه الطلاب حوادث تسمم تكررت أكثر من مرة .. مما أدى إلى وقف توزيع التغذية المدرسية بعدة مناطق أبرزها حادث محافظة أسيوط حين تسببت عصير وبسكوت في تسمم 26 تلميذًا بمركزي البداري والقوصية وقد نما إلي علمنا أن المتعهد ورائه أحد القيادات الحزبية الشهيرة

إن لم تتسب الوجبة في إعياء وتسبب لطلاب كانت دون المستوى المقبول لاسيما مع التلاميذ المعتمدين عليها بشكل أساسي فاعتمد عليها التلاميذ واخوتهم نظرًا لوفاة والدتهم وهي تقلل الكثير من أعباء والدهم الصباحية وعندما تتأخر الوجبة في الوصول إليهم يصبهم بالجوع الشديد وفي أيام أخرى لم تكن توزع لديهم فقسوة الجوع كانت تشعرهم بالاعياء خاصة أن المدرسة تفتقر لمقصف بيع وجبات خفيفة توقف عن انتظارها بعد أن تكرر توزيعها عليه في حالة سيئة والأزمة الأكبر أنه تلقى وجبات عليها نسب عفونة فاستغنوا عنها نهائيًا خشية أن يصيبه منها أي ميكروب أو مشكلة بالمعدة .. لكن ظلت التكلفة المادية التي يتحملها والدهم كبيرة لشراء ثلاث طلاب ما بين المرحلة الابتدائية والاعدادية

بعض وجهات النظر ترى أن الوجبة المدرسية المدعومة ليست بالأمر المهم لكن حسب الأمم المتحدة ودراسة أجرتها على عدة دول حول العالم من بينها مصر .. فإن التغذية المدرسية ساهمت فى معدلات الالتحاق بالمدارس وتقليص معدلات الغياب وتسهم بشدة فى تحسين قدرتهم على التعلم وتحسن من قدراتهم الغذائية وقدراتهم الذهنية والاستيعابية وحمايتهم من التقزم والسمنة لاسيما انهم محسوبة السعرات متكاملة العناصر الغذائية خاصة لأطفال المدارس الابتدائية تؤثر على معدلات حضورهم للمدرسة وتحصيلهم وناتجهم الدراسي وينعكس على نموهم

منذ سبع سنوات ماضية نشهد تعاونًا بين منظمة الأغذية العالمية والاتحاد الأروبي الذي قام باعداد مشروع للتغذية المدرسية كجزء من منحة قدرها 60 مليون يورو يقدمها الاتحاد الأوروبي على مدار 40 عام في إطار برنامج " تعزيز اتاحة الفرص التعليمية ومكافحة عمالة الأطفال في مصر " بعد أن رأوا أن توفير وجبة للطالب تقلل من فرص عزوفه عن اكمال المراحل التعليمية خاصة في المحافظات الأكثر فقرًا والصعيد

أناشد من خلال تلك السطور وزير الصحة اعطاء اهتمام كبير بمسألة التغذية المدرسية واختبار مدى جودتها كي لا تتكرر حوادث التسمم كما أشدد على تقليل عدد الوسطاء القائمين عليها منذ التصنيع وحتى الوصول إلى يد الطالب

ومن خلال تجاربي أقّن أهميتها للطلاب وفى بعض الفترات كانت هناك تغذية تأتى على هيئة وجبات ساخنة وتعتبر بمثابة حوافز للحضور وكذلك وسيلة للحماية الاجتماعية فى ظل ارتفاع الأسعار

لكن لا يظل بعد كل تلك الجهود ملف التغذية المدرسية عالقًا وبه عدة مشكلات مع كل مرة تعاود الدولة توزيعها على الطلاب واخرها من اليوم تابعت ونشرت أخباراً وصورًا لإصابة 26 تلميذ بإعياء عقب تناولهم وجبة تغذية مدرسية في محافظة أسيوط

لك الله يا وطني .. لك الله يا أرض الكنانه

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

،مُشٌ مُسَمَّحَاكِ

تستقبل تعليم الإسماعيلية فريق التقييم والمتابعة بمنظمة اليونيسيف..

الريس المؤمن في الصعيد